 |
| Moutaj |
أعلى مراتب ألإيمان هو ألإحسان
قال صلى الله عليه وسلم : " الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
وهي أعلى مراتب الدين وأعظمها خطرا وأهلها هم السابقون بالخيرات المقربون في أعلى الدرجات فالإحسان بين العبد وبين ربه هو إتقانه العمل الذي كلفه الله به ، بأن يأتي به صحيحا خالصا لوجه الله عز وجل ، عمل الإحسان بين العبد وربه ما توفر فيه الإخلاص لله عز وجل ، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين ، واحدة أعلى من الأخرى .
ألأولى
أن تعبد الله كأنك تراه ، بأن يبلغ بك اليقين والإيمان بالله كأنك تشاهد الله عيانا ، ليس عندك تردد أو أي شك ، بل كأن الله أمامك سبحانه وتعالى تراه عيانا ، فمن بلغ هذه المرتبة فقد بلغ غاية الإحسان ، تعبد الله كأنك تراه من كمال اليقين وكمال الإخلاص ، كأنك ترى الله عيانا ، والله جل وعلا لا يرى في الدنيا ، وإنما يرى في الآخرة ، ولكن تراه بقلبك حتى كأنك تراه بعينيك ، ولذلك يجازى أهل الإحسان بالآخرة بأن يروه سبحانه وتعالى ، لما عبدوه وكأنهم يرونه في الدنيا جازاهم الله بأن أفسح لهم المجال بأن يروه بأبصارهم في دار النعيم .
قال الله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [ يونس : 26 ] ، الزيادة هي النظر لوجه الله ، السبب أنهم أحسنوا في الدنيا ، فأعطاهم الله الحسنى ، وهي الجنة ، وزادهم رؤية الله عز وجل ، تعبد الله كأنك تراه على المشاهدة ، والمحبة والشوق إلى لقائه سبحانه وتعالى ، تتلذذ بطاعته ، وتطمئن إلى طاعته سبحانه وتعالى ، تشتاق إليها ، هذه طريقة المحسنين .
قال الله تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162
يروى : أن الإمام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلامذته يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر .... ثم بعدها يصلى الفجر
فأراد الأمام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى اليه وقال : بلغني عنك أنك تفعل كذا وكذا
فقال : نعم يا إمام
قال له : إذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن وكأنك تقرأه علي ..
أي كأننى أراقب قراءتك ... ثم أبلغني غدا
فأتى اليه التلميذ فى اليوم التالي وسأله الأمام فأجاب: لم أقرأ سوى عشرة أجزاء
فقال له الأمام : إذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذهب ثم جاء إلى الأمام في اليوم التالي وقال ......... لم أكمل حتى جزء عم كاملا
فقال له الأمام : إذن اذهب اليوم .. وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل
فدهش التلميذ ... ثم ذهب
فى اليوم التالى ... جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد
فسأله الأمام : كيف فعلت يا ولدى ؟
فأجاب التلميذ باكيا : يا امام ...
والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل !!!!!!
إذاً فالدين دوائر
الدائرة الأولى
الإسلام ، وهي واسعة حتى إنه يدخل فيها المنافق ، ويقال له مسلم ويعامل معاملة المسلمين ؛ لأنه استسلم في الظاهر ، فهو داخل في دائرة الإسلام ، ويدخل فيها ضعيف الإيمان الذي ليس معه من الإيمان إلا مثقال حبة خردل .
الدائرة الثانية
وهي أضيق من الأولى وأخص ، دائرة الإيمان ، وهذه لا يدخل فيها المنافق النفاق الاعتقادي أبدا ، - -ص 225- وإنما يدخل فيها أهل الإيمان ، وهم على قسمين : إيمان كامل ، وإيمان ناقص ، فيدخل فيها مؤمن فاسق ، أو مؤمن تقي .
الدائرة الثالثة
وهي أضيق من الثانية ، دائرة الإحسان ، وهي كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يدخل فيها إلا أهل الإيمان الكامل .
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen