بدأ الإسلام غريباً في أهل الجاهلية، والذي يتأمل غربة الأصحاب الأوائليرى أن غربتنا في هذه الأزمان هي ذات الغربة، ولكن هناك فرق بينالغرباء، فالغرباء الأوائل كانوا يستعلون بإيمانهم؛ لذلك لم يبالوا بالعذاب،فلم يفتنهم، وكانوا يحتسبون العذاب في الله تبارك وتعالى، بخلافالمتأخرين من الغرباء، فإن إيمانهم هش ضعيف، لذا فإنهم يفتتنون عندماينزل بهم العذاب، وتسود وجوههم كما يسود المعدن غير الأصيل إذا تعرضللنار. فالغربة مظاهرها واحدة، لكن شتان بين الغرباء. إن النبي صلى اللهعليه وسلم لما سئل عن الغرباء قال: (هم الذين يُصلحون إذا فسدالناس) وضبطها بعضهم (هم الذين يَصلحون إذا فسد الناس).كان أهل الإسلام بالنسبة لأهل الأديان غرباء، واليوم صار أهل السنةبالنسبة لأهل البدعة غرباء، لم يكن في مكة إلا كفر وإسلام، ولم يكنالنفاق قد ظهر بعد، متى تعرف أن الإسلام صار له شوكة، وأنه ساد؟ إذارأيت النفاق فاعلم أن للإسلام عزة، لكن إذا رأيت الكفر فاعلم أن الإسلام ضائع؛ لأن الكفر لا يظهر ولا يشرئب عنقه إلا في غياب الإسلام والسلطانالشرعي، فإذا عز الإسلام ظهر النفاق.-من محاضرة الشيخ أبو إسحاق الحويني -حفظه الله- نداء الغرباء-
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen