Seiten

Mittwoch, 23. Mai 2012



الله سبحانه أوجب على عباده الصبر عند
  المصائب فقال-سبحانه-: وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَمَعَ الصَّابِرِينَ(الأنفال46), وقال-جل وعلا-: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ(النحل
  من الآية127), وقال- سبحانه-: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْبِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِوَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُممُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَهُمُ الْمُهْتَدُونَ(البقرة155-157),والصبر واجبوهو كف اللسان عن النياحة, وكف اليدعن خدش الوجه, أو شق الثوب أو نحو ذلك, كونالإنسان يكف يده عما لا ينبغي, ويكف لسانه عما لا ينبغي وقلبه لا يجزع هكذا,ولهذا قال- عليه الصلاة والسلام-: (أنا برئ من الصالقة, والحالقة,والشاقة), الصالقة التي ترفع صوتها عند المصيبة, والحالقة التي تحلق شعرهاعند المصيبة, والشاقة التي تشق ثوبها عند المصيبة, وقال - صلى الله عليهوسلم -: (ليس منا من ضرب الخدود, أو شق الجيوب, أو دعا بدعوى الجاهلية) فالصابر هو الذي يكف جوارحه عما لا ينبغي, ويكف لسانهعما لا ينبغي, ويعمر قلبه بالطمأنينة والاحتساب وعدم الجزع, والإيمان بأنالله- سبحانه- هو الحكيم العليم, وأنه- جل وعلا- يقدر المصائب بحكمةٍ,بالغة يقدر على هذا مرض, على هذا حادث سيارة, على هذا موت, على هذا إيذاءمن فلان أو فلان إلى غير ذلك له الحكمة البالغة, ولهذا فيالحديث الصحيح يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (عجباًلأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته ضراءصبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له) هذا شأن المؤمن, والصبر واجب متعين حيث يكف يدهولسانه وجوارحه كلها عما لا ينبغي, فلا ينوح, ولا يشق ثوباً, ولا يلطمخداً, بل يحتسب ويصبر ويعلم أن ذلك من عند اللهفيحتسب ذلك, ويكف جوارحه عما لا ينبغي, وإن رضي بهذا واطمأن إليه, ورضي بماقدر الله له كان أعظم وأفضل لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء, وإن الله إذا أحب قومٍابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط),فالصبرواجب, والرضا سنة مؤكدة والجزع محرم, الجزع, والنياحة, وشق الثوب, ولطمالخد كل هذا محرم, فالجزع محرم والصبر واجب والرضا هو الكمال, وهناكمرتبة أخرى عليا وهي اعتبار المصيبة نعمة يشكر الله عليها, فيكون شاكراً,صابراً, راضياً شاكراً يرى أن المصيبة نعمة هذا المرض الذي أصابه, أو فقر,أو خسر في سلعة, أو نكبة في البدن, أو ما أشبه ذلك يرى هذه نعمة يشكر اللهعليها لما يترتب عليها من تكفير السيئات وحط الخطايا وعظم الأجور, فهويعتبرها نعمة يصبر ويرضى ويحتسب ويعتبرها نعمة يشكر الله عليها هذه مرتبةعليا والله المستعان.


Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen